الخميس، 3 مايو 2012

(أذكر أهم المخاطر القائمة علي اللغة العربية من تداعيات ظاهرة العولمة ؟) السؤال الاول للدكتور سيد خضر


في البداية اريد ان اشكر الدكتور السيد خضر علي المعلومات المفيدة التي امدنا بها طوال الفصل الدراسي ومجهوده في مساعدتنا علي التفوق والنجاح

* وأحب أن أتقدم بالشكر لزملائي .

أذكر أهم المخاطر القائمة علي اللغة العربية من تداعيات ظاهرة العولمة ؟

ثمة تحولات هائلة تجري في عالم اليوم ، وهي تحولات لم يكن أكثر الناس سعةَ خيال في أواسط القرن الماضي ليتخيلها  ثمة ظروف دولية سياسية واقتصادية وعلمية واجتماعية متنوعة حدثت في العقدين الماضيين كانت إرهاصاً بظهور العولمة ، وكان لذلك آثاره المباشرة على اللغات .
إن من آليات العولمة التي هي فرض ثقافة الغرب خاصة النموذج الأمريكي منها تهميش الثقافة الوطنية للشعوب واللغات القومية لفرض نموذج الثقافة الغربية واللغة الإنجليزية لغة للتعامل ، وهو ما صرنا نشهده في مدارس وجامعات ومصارف ومؤسسات لا تتعامل في بلادنا بغير الإنجليزية .
إن كل لغات العالم تقريباً تخسر كل يوم أرضاً ومناطق نفوذ لصالح الإنجليزية  إنها إحدى النتائج المباشرة لظاهرة العولمة التي يفرض فيها القوي على الضعيف ثقافته ومناهج حياته ورؤاه ، وهذا كله في لغة قوية مسيطرة تنقرض في مقابلها لغات للمجموعات العرقية الصغيرة هنا وهناك ، مما يدفع الأمم المتحدة إلى وضع برامج للمحافظة على لغات العالم ووقف هذه المأساة ولو إلى حين ، لكن رياح العولمة أقوى من محاولات مؤسسة صنعها ويديرها الكبار لمصالحهم قبل كل شيء .
إن نصيب لغتنا في هذا كله – على المدى المنظور – سيكون بلا ريب على غير ما يهواه أهل الغيرة على الدين واللغة من أبناء أمتنا، إن لغتنا كذلك تخسر كل يوم أرضاً ومتعاملين لصالح الإنجليزية في جامعاتنا ومدارسنا ومتاجرنا وبنوكنا ، ثمة مؤسسات مالية وتجارية وصناعية في بلادنا تستعمل الإنجليزية في كل تعاملاتها كأنما تعيش وتعمل في أمريكا أو أوربا ، اقرأ إعلانات" الأهرام" على سبيل المثال  لتجد هذه الشركات تشترط في إعلانات التوظيف شهادة اللغة الإنجليزية أو إجادتها ضمن شروط العمل ، هذا إذا نشر الإعلان بالعربية،  إذ تفضل هذه المؤسسات غالباً نشر الإعلان بالإنجليزية .
وقد كرّست شبكة الإنترنت بالفعل تواجد الإنجليزية وحضورها وتفاعلها حول العالم ، وليس في العربية – على سبيل المثال – واحدة من لغات البرمجة المعروفة للحاسوب ، إذ يحتاج كل مبرمج لتعلم الإنجليزية ، ثم إحدى لغات البرمجة ليضع برنامجاً حاسوبياً .
Searching databases of current text to gather information about what words mean ثمة علاقة قوية بين اللغة والاقتصاد كذلك ، الاقتصاد القوى يبني المصانع والمعامل وينشئ المزارع .. وكل هذا يقتحم على اللغة خباءها ويستثير مخزونها ويخرجه إلى الحياة في صورة أسماء ومصطلحات ومصنوعات تأخذ اسمها في الحياة ، الاقتصاد القوي عامل قوي من عوامل نمو اللغة كذلك إلى جانب الأوضاع السياسية التي تضمن للغة مكانة فاعلة على المستوى الدولي .
إن اللغة الإنجليزية في القرون الوسطى حتى مطلع عصر النهضة لم يكن لها شيء يميزها من تاريخ أو مكانة أو اقتصاد عن غيرها من لغات أوربا  بل كانت اللاتينية أسبق منها وأعمق في مضمار الحضارة ، ولكن القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية التي اكتسبتها المملكة المتحدة منذ مطلع عصر النهضة حتى أصبحت أكبر ممالك العالم ، هذه القوة انتقلت إلى اللغة التي أصبحت اللغة الأولى في عالم اليوم في التعليم والاتصالات وكل مجالات الحياة ، من حيث عدد مستعمليها ومدى انتشارها وسعتها المستوعبة لمستجدات العصر.
هذا الوضع الذي تنفرد به الإنجليزية اليوم مرت به العربية في طور انتشار الإسلام أول مرة حتى صارت كذلك بعد ثلاثة قرون من الدعوة الإسلامية اللغةَ الأولى في العالم آنذاك ، ولكنها تراجعت مع فترات الضعف الحضاري والفكري الذي أنهك قوى الأمة منذ ضعف الدولة العباسية وانفراط عقدها إلى دويلات متناحرة .
إن لغتنا في أزمة جديدة بفعل تكنولوجيا المعلومات ، فمن بين عدد ضخم من علماء اللغة العرب والمصريين المعاصرين وطلاب علوم العربية لا نجد واحداً – قيل العقد الأخير على الأكثر - تخصص في دراسة " اللغويات الحاسوبية " أو تمكن من صنع برامج لغوية تهدف إلى ترقية العربية حاسوبياً ، ليس لدينا في هذا المجال - فيما أعلم - إلا رجل واحد مخلص لهذه القضية ، وهو مهندس الطيران الذي تحول إلى هندسة اللغة واللغويات الحاسوبية  وأصدر في هذا المجال أهم ما كتب بالعربية على الإطلاق في هذه المسألة ، أعني بذلك الدكتور نبيل علي صاحب كتب : اللغة العربية والحاسوب  والعرب وعصر المعلومات ، والثقافة العربية وعصر المعلومات .
وقد أثار الدكتور نبيل علي هذه المسألة كثيراً في المؤلفات المذكورة محذراً من أزمتنا اللغوية .. يقول :" ولا يخفى على أحد أن وضعنا اللغوي الراهن ينذر بفجوة لغوية تفصل بيننا وبين كثير من الأمم التي تولي لغاتها القومية أقصـى درجات الاهتمام ، بصفتها- أي اللغة - شرطاً أساسياً للحصـول على عضـوية نادي المعلومات العالمي " ([1]).
على أن هذا كله يبقى كلاماً عن اللغة ، نحن نريد حوسبة اللغة نفسها أي تطويعها لإمكانات الحاسوب وفق برامج يتم التخطيط لها  بحيث تتعامل اللغة مع الحاسوب ويمكن البرمجة بها ، ومن ثم ندخل إلى أعماقها وأسرارها ونضع البرامج لتيسير تعلمها وتعليمها  ليس لدينا حتى اليوم جهة علمية فيما أحسب تتبنى هذا الأمر : الحوسبة اللغوية ، هل نطالب بكلية جامعية تحت اسم " كلية الحوسبة اللغـوية " ؟ هل لنا أن نطالب مجامع اللغة العربية الموقرة بإنشاء لجان ضمن لجانها بعنوان "لجنة الحوسبة اللغوية " تضم فريقاً من الباحثين في هذا التخصص الجديد الدقيق ؟ إنها حاجة ملحة لما في هذا التخصص من صعوبة ظاهرة ، إذ يحتاج إلى التعمق في تخصصين هما اللغة والحاسبات معاً .
وفي السنوات الأخير بدأ تخصص " اللغويات الحاسوبية " أو اللسانيات الحاسوبية" يدخل نطاق الدراسات العليا خاصة في الجامعات الخليجية ، لكن لا أعلم إن كان ذلك موجوداً في مصر كذلك ، وتلك الدراسات تتم غالباً خارج الوطن العربي في بعثات علمية لحداثة التخصص وندرة المتخصصين العرب فيه .
إن المحاولات التي تتم في هذا المجال هي حتى الآن محاولات فردية غالباً  وهي مع ذلك محاولات ممتازة ، ثمة مجالات هائلة أمامنا في هذا المجال كالنشر الآلي "الإلكتروني " والترجمة الآلية ، والتبادل المعلوماتي بين مراكز البحوث في عالمنا العربي ، وصناعة المعاجم ، وترقية الكتابة العربية وتيسيرها ، والضبط الآلي لكلمات اللغة ... والإحصاءات المفيدة في وضع الخطط ، وبرامج تعلم العربية وتعليمها لأهلها وللأجانب ..إلخ  كل هذه وغيرها كثير مجالات لن تنجح بغير الحوسبة اللغوية ، أضف إلى ذلك ما صارت توفره برامج الحاسب الآلي الكثيرة المتنوعة من إمكانات هائلة لعملية التعليم نفسها ، ومن بينها بطبيعة الحال تعليم اللغة .إن إدخال لغتنا عصر المعلومات والحوسبة سيكون عملاً عظيماً يحقق في نفوس أبنائنا العزة والانتماء للهوية العربية ، إذ سوف يجدون لغتهم مطوعة لهذا العصر ، ولهذا العلم الذي دخلوه من باب الإنجليزية أولاً ، إنه أمر ملحّ ، وسوف ندخل به عالمنا الذي صرنا نتهم بأننا نعيش بعيداً عنه أو على هامشه، بخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي هزت صورة العرب والمسلمين وحرّكت ضدهم كلاب الأرض وأراذلها  فهل ندخل عصرنا من باب لغتنا عنوان حضارتنا وهويتنا وحاملة إرثنا ، ولسان ديننا الحق الحنيف ؟؟





 طبعا بقي يا جماعة المفروض انكم تلخصوا دة (المفروض اني بجيبلكم مكان الاجابة وانتم عليكم التلخيص بقى ) اخوكم احمد

                              



هناك تعليق واحد: